الأفعى المرجانية
صفحة 1 من اصل 1
الأفعى المرجانية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الأفعى المرجانية
سوف نبدأ بإلقاء نظرة على هذا ثعبان جميل. وهو
ينتشر في أرجاء الجنوب الشرقي من الولايات المتحدة، يمكن أن تعثر عليه من
شمال نزولا كارولينا باتجاه شواطئ الأطلسي جنوبا، وعبر ولاية فلوريدا، وعلى
شواطئ الخليج حتى نهر المسيسبي. أعرف أن بعضكم قد يصرخ الآن قائلا: يا
إلهي إنه يمسكه في يديه سيواجه مشكلة كبيرة سوف تلسعه وقد تفتك به. أعرف ما
تفكر به، أظنك تعتقد بأني أمسك الآن بالثعبان القاتل السام الذي يعرف باسم
الأفعى المرجانية. على الإطلاق، لا يمكن أن تكون هذه الأفعى المرجانية، بل
هي واحدة من تلك التي تقلد المرجانية، وهي تعرف باسم أفعى الملكة
القرمزية، التي تتقن تقليد الأفعى المرجانية ببراعة كبيرة. ولكن رغم
التشابه الكبير بينهما هناك فوارق هائلة بين المرجانية والقرمزية.
أولا تتسلح المرجانية دائما بالسم وبالأنياب ،
وإذا ما لسعت شخصا من المحتمل جدا أن يموت.
أما القرمزية التي أمامنا الآن، فهي لا تتسلح
بالسم، وليس لها أنياب، وإذا ما لسعت شخصا لا يمكن أن تقتله، ولا يصاب
بالمرض، حتى أن لسعتها لا تلحق الأذى. فإذا عضت شخصا كما ترى الآن أنها تعض
علي يدي قليلا، لو كانت هذه عضة من المرجانية لا بد أن أذهب فورا إلى
المستشفى، أما بعد عضة القرمزية فما على المرء إلا أن يغسل أثر اللسعة
بالماء والصابون مع أني لا أرى أثرا واضحا للعضة لأن أسنانها صغيرة بعد. ما
عليك إلا أن تضع مضادا للالتهاب وتنسى الأمر تماما، كما أنك لن تشعر
بالألم إطلاقا.
الفارق الآخر بين المرجانية والقرمزية، هو أن
للأولى أنف أسود، أما القرمزية فيمكن أن ترى من خلال هذه بأن لها أنف أحمر
على الدوام. ولكن هذه ليست علامة فارقة يمكن من خلالها أن تميز بين
المرجانية والقرمزية، لأن لون الألى لا يتضح أحيانا ورغم أن لهذه أنف أحمر
إلا أنه قلما يمكن تميز الفارق في الألوان بوضوح تام في الظل، أو في الظلام
أو حتى ساعة غروب الشمس، وهي عادة ما تتواجد في أماكن كهذه، فقد يعتقد
المرء أن لونه أحمر فعلا ولكن ما أن تمسك بها في يديك حتى تتنبه إلى أن
أنفها أسود، سيكون الوقت متأخرا.
وحتى في وضح النار عندما تكون الشمس ساطعة وتسبح
ألوانها جذابة جدا من الصعب جدا أن نعرف ما إذا كان لون أنفها أحمر أو
أسود. حتى وإن كانت تحت أشعة شمس براقة.
لدى هذه الثعابين عناصر تمايز أخرى، من أهمها
حلقات سوداء وحمراء وصفراء فوق أجسامها، وهذا هو الفارق الذي سيحدد ما إذا
كانت مرجانية أم قرمزية وليس الأنف أو الجسم، يمكن أن ترى بأن للقرمزية
التي معنا الآن حلقات سوداء وصفراء وسوداء، كالمرجانية أيضا، ولكن في هذه
الأخيرة فقط، تتلامس الحلقات الحمراء مع الصفراء، بينما إذا تأملت
بالقرمزية ستلاحظ أن هناك حلقات سود بين الحمراء والصفراء. فإذا رأيت
الأحمر وع الأصفر، فهي أفعى مرجانية، وإذا رأيت الأسود بين الأحمر والأصفر
فإما أن تكون القرمزية أو غيرها من الثعابين التي تقلد المرجانية. هذا هو
الفارق بينها.
الفارق الآخر بينهما هو أن القرمزية التي هي من
الأفاعي الملكية بالطبع، تعتبر من العاصرات، أي أنها تصطاد الحيوان بلف
جسمها حوله وتعصره حتى يعجز عن التنفس، فتقرر ابتلاعه بعد أن تفتك به.
أما الأفعى المرجانية فهي ليست عاصرة بل تستخدم
الأنياب والسم لقتل الحيوانات التي تتغذى عليها.
يمكن القول أيضا أن هذه الثعابين لا تعمل في نفس
الوقت من الليل والنهار. فمن عادة المرجانية أن تنشط في وضح النهار، أما
القرمزية فهي تنشط في الليل بشكل رئيسي، مع أنهما قد تلتقيا ساعة الغروب
فهما تعملان في تلك اللحظات في وقت واحد، ولكن المرجانية تنشط في الليل،
بينما تعمل القرمزية في النهار.
وهما تلتقيان أيضا على نوع الغذاء فكلاهما تأكلان
الثعابين وهو طبقها المفضل، كما تأكلان السحالي، والفئران الصغيرة إذا ما
توفرت، كما تأكلان الضفادع. لا شك أن القرمزية تأكل بتنوع أكبر من
المرجانية، لأنها تتغذى أيضا على الديدان والحشرات وكل ما هو بحجم يمكنها
من صيده وابتلاعه.
أي أنهما تتشابهان جدا من حيث أنواع الطعام الذي
تعيشان عليه علما أن القرمزية تأكل أنواع إضافية أخرى.
هل تذكر أني حين بدأت الحديث عن القرمزية قلت
أنها بارعة في تقليد المرجانية؟ هناك ثعابين أخرى تقلد المرجانية أيضا،
ذكرنا القرمزية أولا وغيرها من أفاعي الملكة، ولكن هناك ثعبان آخر يسمونه
بحية نوك، وهي جميعا تقلد المرجانية. ولكن يمكن القول بأن القرمزية هي
الأكثر براعة في تقليدها، لأنها تشبه المرجانية في الشكل وفي السلوك أيضا.
ولكن ما الذي يجعلها تقلد حية سامة فتاكة؟ لنفترض
أنك تريد أن تقلد شخصا ما، أي نوع من الأشخاص تحب ان تقلد، هل ستقلد شخصية
رياضية؟ كلاعب كرة القدم مثلا أو كرة المضرب أو ما شابه ذلك؟ أم تفضلأن
يكون نجما سينمائية أو نجما تلفزيونيا؟ أو طبيب أو شرطي أو رجل إطفاء، هناك
العديد من الشخصيات التي قد يحاول المرء تقليدها بين الحين والآخر، ولكن
لا أحد يحب أن يقلد مجرم سفاح، أو قاتل محترف، لا أحد يريد أن يقلد شخصا
كهذا. فلماذا تصر هذه الحية على تقليد الأفعى المرجانية القاتلة؟ لأن
الجميع يترك الأفعى المرجانية وشأنها لا أكثر، فإذا نظر دب كبير إلى
المرجانية لن يتردد في الابتعاد عن المكان فورا، وإذا شاهدها أحد الكلاب
سيقرر الابتعاد أيضا، وإذا رأيتها بنفسك ستقرر الابتعاد عنها في الحال. أي
أن الجميع يترك الأفعى المرجانية وشأنها، وإذا شاهد أحدهم القرمزية سيخرج
مسرعا من المنطقة بكاملها، هذه هي الطريقة التي تتخلص فيها القرمزية من
أعدائها. لنفكر مليا بالأمر، هذه الحية كبيرة الحجم وقوية وصلبة جدا، كلا،
فإذا أجبرت على القتال ستواجه المشاكل. هل هي حية سريعة تستطيع الفرار
للتخلص من أ‘دائها؟ كلا، فهي بطيئة جدا. وهل لها ألوان واقية تمكنها من
الإختباء من أعدائها؟ كلا، ما يعني أنها ستواجه المشاكل إذا اختبأت أيضا.
الأمر الوحيد الذي يبقيها على قيد الحياة، هي حقيقة أن الجميع يظنها حية
مرجانية، بلا شك، وإلا لما طال أجله كثيرا. أي أن القرمزية ترتدي ملابس
المرجانية طوال أيام السنة، وهذا ما يحميها من الأعداء.
الأفعى المرجانية
سوف نبدأ بإلقاء نظرة على هذا ثعبان جميل. وهو
ينتشر في أرجاء الجنوب الشرقي من الولايات المتحدة، يمكن أن تعثر عليه من
شمال نزولا كارولينا باتجاه شواطئ الأطلسي جنوبا، وعبر ولاية فلوريدا، وعلى
شواطئ الخليج حتى نهر المسيسبي. أعرف أن بعضكم قد يصرخ الآن قائلا: يا
إلهي إنه يمسكه في يديه سيواجه مشكلة كبيرة سوف تلسعه وقد تفتك به. أعرف ما
تفكر به، أظنك تعتقد بأني أمسك الآن بالثعبان القاتل السام الذي يعرف باسم
الأفعى المرجانية. على الإطلاق، لا يمكن أن تكون هذه الأفعى المرجانية، بل
هي واحدة من تلك التي تقلد المرجانية، وهي تعرف باسم أفعى الملكة
القرمزية، التي تتقن تقليد الأفعى المرجانية ببراعة كبيرة. ولكن رغم
التشابه الكبير بينهما هناك فوارق هائلة بين المرجانية والقرمزية.
أولا تتسلح المرجانية دائما بالسم وبالأنياب ،
وإذا ما لسعت شخصا من المحتمل جدا أن يموت.
أما القرمزية التي أمامنا الآن، فهي لا تتسلح
بالسم، وليس لها أنياب، وإذا ما لسعت شخصا لا يمكن أن تقتله، ولا يصاب
بالمرض، حتى أن لسعتها لا تلحق الأذى. فإذا عضت شخصا كما ترى الآن أنها تعض
علي يدي قليلا، لو كانت هذه عضة من المرجانية لا بد أن أذهب فورا إلى
المستشفى، أما بعد عضة القرمزية فما على المرء إلا أن يغسل أثر اللسعة
بالماء والصابون مع أني لا أرى أثرا واضحا للعضة لأن أسنانها صغيرة بعد. ما
عليك إلا أن تضع مضادا للالتهاب وتنسى الأمر تماما، كما أنك لن تشعر
بالألم إطلاقا.
الفارق الآخر بين المرجانية والقرمزية، هو أن
للأولى أنف أسود، أما القرمزية فيمكن أن ترى من خلال هذه بأن لها أنف أحمر
على الدوام. ولكن هذه ليست علامة فارقة يمكن من خلالها أن تميز بين
المرجانية والقرمزية، لأن لون الألى لا يتضح أحيانا ورغم أن لهذه أنف أحمر
إلا أنه قلما يمكن تميز الفارق في الألوان بوضوح تام في الظل، أو في الظلام
أو حتى ساعة غروب الشمس، وهي عادة ما تتواجد في أماكن كهذه، فقد يعتقد
المرء أن لونه أحمر فعلا ولكن ما أن تمسك بها في يديك حتى تتنبه إلى أن
أنفها أسود، سيكون الوقت متأخرا.
وحتى في وضح النار عندما تكون الشمس ساطعة وتسبح
ألوانها جذابة جدا من الصعب جدا أن نعرف ما إذا كان لون أنفها أحمر أو
أسود. حتى وإن كانت تحت أشعة شمس براقة.
لدى هذه الثعابين عناصر تمايز أخرى، من أهمها
حلقات سوداء وحمراء وصفراء فوق أجسامها، وهذا هو الفارق الذي سيحدد ما إذا
كانت مرجانية أم قرمزية وليس الأنف أو الجسم، يمكن أن ترى بأن للقرمزية
التي معنا الآن حلقات سوداء وصفراء وسوداء، كالمرجانية أيضا، ولكن في هذه
الأخيرة فقط، تتلامس الحلقات الحمراء مع الصفراء، بينما إذا تأملت
بالقرمزية ستلاحظ أن هناك حلقات سود بين الحمراء والصفراء. فإذا رأيت
الأحمر وع الأصفر، فهي أفعى مرجانية، وإذا رأيت الأسود بين الأحمر والأصفر
فإما أن تكون القرمزية أو غيرها من الثعابين التي تقلد المرجانية. هذا هو
الفارق بينها.
الفارق الآخر بينهما هو أن القرمزية التي هي من
الأفاعي الملكية بالطبع، تعتبر من العاصرات، أي أنها تصطاد الحيوان بلف
جسمها حوله وتعصره حتى يعجز عن التنفس، فتقرر ابتلاعه بعد أن تفتك به.
أما الأفعى المرجانية فهي ليست عاصرة بل تستخدم
الأنياب والسم لقتل الحيوانات التي تتغذى عليها.
يمكن القول أيضا أن هذه الثعابين لا تعمل في نفس
الوقت من الليل والنهار. فمن عادة المرجانية أن تنشط في وضح النهار، أما
القرمزية فهي تنشط في الليل بشكل رئيسي، مع أنهما قد تلتقيا ساعة الغروب
فهما تعملان في تلك اللحظات في وقت واحد، ولكن المرجانية تنشط في الليل،
بينما تعمل القرمزية في النهار.
وهما تلتقيان أيضا على نوع الغذاء فكلاهما تأكلان
الثعابين وهو طبقها المفضل، كما تأكلان السحالي، والفئران الصغيرة إذا ما
توفرت، كما تأكلان الضفادع. لا شك أن القرمزية تأكل بتنوع أكبر من
المرجانية، لأنها تتغذى أيضا على الديدان والحشرات وكل ما هو بحجم يمكنها
من صيده وابتلاعه.
أي أنهما تتشابهان جدا من حيث أنواع الطعام الذي
تعيشان عليه علما أن القرمزية تأكل أنواع إضافية أخرى.
هل تذكر أني حين بدأت الحديث عن القرمزية قلت
أنها بارعة في تقليد المرجانية؟ هناك ثعابين أخرى تقلد المرجانية أيضا،
ذكرنا القرمزية أولا وغيرها من أفاعي الملكة، ولكن هناك ثعبان آخر يسمونه
بحية نوك، وهي جميعا تقلد المرجانية. ولكن يمكن القول بأن القرمزية هي
الأكثر براعة في تقليدها، لأنها تشبه المرجانية في الشكل وفي السلوك أيضا.
ولكن ما الذي يجعلها تقلد حية سامة فتاكة؟ لنفترض
أنك تريد أن تقلد شخصا ما، أي نوع من الأشخاص تحب ان تقلد، هل ستقلد شخصية
رياضية؟ كلاعب كرة القدم مثلا أو كرة المضرب أو ما شابه ذلك؟ أم تفضلأن
يكون نجما سينمائية أو نجما تلفزيونيا؟ أو طبيب أو شرطي أو رجل إطفاء، هناك
العديد من الشخصيات التي قد يحاول المرء تقليدها بين الحين والآخر، ولكن
لا أحد يحب أن يقلد مجرم سفاح، أو قاتل محترف، لا أحد يريد أن يقلد شخصا
كهذا. فلماذا تصر هذه الحية على تقليد الأفعى المرجانية القاتلة؟ لأن
الجميع يترك الأفعى المرجانية وشأنها لا أكثر، فإذا نظر دب كبير إلى
المرجانية لن يتردد في الابتعاد عن المكان فورا، وإذا شاهدها أحد الكلاب
سيقرر الابتعاد أيضا، وإذا رأيتها بنفسك ستقرر الابتعاد عنها في الحال. أي
أن الجميع يترك الأفعى المرجانية وشأنها، وإذا شاهد أحدهم القرمزية سيخرج
مسرعا من المنطقة بكاملها، هذه هي الطريقة التي تتخلص فيها القرمزية من
أعدائها. لنفكر مليا بالأمر، هذه الحية كبيرة الحجم وقوية وصلبة جدا، كلا،
فإذا أجبرت على القتال ستواجه المشاكل. هل هي حية سريعة تستطيع الفرار
للتخلص من أ‘دائها؟ كلا، فهي بطيئة جدا. وهل لها ألوان واقية تمكنها من
الإختباء من أعدائها؟ كلا، ما يعني أنها ستواجه المشاكل إذا اختبأت أيضا.
الأمر الوحيد الذي يبقيها على قيد الحياة، هي حقيقة أن الجميع يظنها حية
مرجانية، بلا شك، وإلا لما طال أجله كثيرا. أي أن القرمزية ترتدي ملابس
المرجانية طوال أيام السنة، وهذا ما يحميها من الأعداء.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى