ارتباط الدعاء بالصيام .. وبرمضان ..!

إن المتأمل لآيات فرض
الصيام في كتاب الله عزوجل { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما
كُتِبَ عَلَى الذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ . أَيَّاماً
مَعْدُودَات .... } : البقرة - 183- 184

ثم يقرأ الآية الثانية (( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ... )).

ثم يقرأ قول الله تعالى (( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ
إذا دعانِ فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون )) ثم يقرأ الآية
التي تليها (( أحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى
نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ ..)) .

ثم يقف ويتأمل في هذه الآيات الكريمة , ويقلب ناظريه فيها , ويعمل فكره
جيدًا , ثم يسأل نفسه لماذا جاءت آية الدعاء بين آيات الصيام متوسطة ..!!

يجد أن الدعاء مرتبط بالصيام ومرتبط أيضًا بشهر رمضان . فهو مما يتقرب فيه
العبد إلى الله في شهر رمضان , بل إن ذكر آية الدعاء جاءت متوسطة بين نهار
وليل رمضان ... لتؤكد لنا أن الدعاء مرتبط بالصيام ..

فلو تأملنا لماذا ذكر الله تعالى آية الدعاء بين آيات الصيام لوجدنا :-

1- أن الشياطين مصفدة في شهر رمضان , فيكون المرء قريبًا من الله فلا شيطان
يحزنه أن الله لن يستجيب دعاءه, ولا يثبطه عن مناجاة الله عزوجل .

2- أن الصيام يضيق مجرى الشهوة , فيكون المرء أكثر اتصالًا بالله عزوجل
فليس معه ما يشغله من شهوات وملذات الدنيا .

3- أن للصائم دعوة لا ترد جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام ((
ثلاث دعوت لا ترد : دعوة الوالد و دعوة الصائم و دعوة المسافرد )) .

4- في رمضان تغلق فيه أبواب النار، وتفتح أبواب الجنة، وتصفد الشياطين،
وينادي فيه ملك: يا باغي الخير أبشر ويا باغي الشر أقصر» .

5-إن أكثر ما يكون المرء منكسرًا لله تعالى , قريبًا منه عندما يشعر
بالضعف , والصائم يظهر ضعفه وانكساره أثناء الصوم وهذا الحال أدعى إلى أن
يستجيب الله للعبد إذا دعاه .

6- أن في رمضان ليلة القدر وليلة القدر خير من ألف شهر ولا يخفى فضل الدعاء
والعبادة فيها . ولهذا ذكر الله عزوجل آية الدعاء بين آيات الصيام .

وصلي الله وسلم على الهادي الأمين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين